إحياء فريضة الزكاة والصدقة - وأن على المصارف المالية التي تهيمن على السوق الاقتصادية أن توظف
معظم ودائع العملاء في الأسهم، فيعود ذلك بالربح عليها وعلى عملائها، دون
اللجوء إلى نظام الفوائد.
- كما أوضح
الإخوان مدى ارتباط شركات التأمين بالنظام الربوي، ومخالفتها شرع الله، حتى إن كثيرًا من
الإخوان عندما علموا حرمة هذه الشركات انسحبوا منها تاركين كل ما أودعوه فيها؛ إيثارًا لرضاء الله ورسوله.
- كما نبه
الإخوانالدول العربية إلى إقامة قواعد حلف اقتصادي مشترك، وأن مصر تستطيع أن تقيم
صناعات كبيرة وقوية إذا استغل مشروع كهرباء خزان أسوان، كما أنها غنية
بالموارد الطبيعية والبشرية، وتحتاج إلى شباب متدرِّب لحماية هذه
المشاريع، وحماية جمركية للصناعة الوطنية ضد الصناعات الأجنبية.
وقد قامت الفكرة الاقتصادية الإسلامية عند
الإخوان على أساس عنصرين؛ هما: حرية الملكية الفردية وعدم إغفال العدالة الاجتماعية، ومن ثم نادى
الإخوانباختصار الملكيات الكبيرة مع تعويض أصحابها، وتوزيع هذه الأملاك على
الفقراء المُعدَمين لزراعتها، كما تُوزَّع الأراضي الأميرية المستصلحة على
صغار الملاك والمعدمين خاصةً، ومن أجل تحقيق المساواة نادى
الإخوان بفكرة تنظيم الزكاة؛ لأنها العلاج الاقتصادي السليم للقضاء على الفقر.
ولم يقف
الإخوانعند عرض تصوراتهم لمعالجة المشكلات الاقتصادية وفقط، لكنهم قدَّموا الحلول
التي تخرج بالاقتصاد من المشاكل التي يعانيها، فكان برنامجهم الانتخابي
عام 1944م يقدِّم حلولاً لتلك المشكلات؛ حيث كان برنامجهم يعالج كيفية
استغلال الثروات والموارد الطبيعية والعناية بالصناعة وتنشيط التجارة،
وتكوين الشركات الوطنية وتشجيع الملكيات الصغيرة.
بهذا المنهج انطلق
الإخوانفي تكوين الشركات والتحرُّر من سيطرة الأجانب على الاقتصاد، فقدَّموا
النموذج العملي أمام الأمة عن طريق إنشاء الشركات، والتي استطاعت أن
تنافسَ في السوق المصرية وتبرز كشركاتٍ كبرى في مجالاتها.
وفي الحلقات القادمة نُلقي الضوء حول هذه الجهود العملية التي سلكها
الإخوان في حياتهم، والتي أصبحت نبراسًا لكثيرٍ من
الإخوان على مدار العصور، بل أصبحت دافعًا لكثيرٍ من شباب الوطن لأن يسلك مسلك
الإخوانفي إيجاد شركاتٍ تتعامل بالنموذج الإسلامي، كما سنُلقي الضوء على جهودهم
في التصدي لاستغلال الشركات الأجنبية للعمال وأبناء الشعب المصري عن طريق
مناشدة مَلِك البلاد والوزارات وكبار المسئولين، وعن طريق الكتابة في
الصحف وتوزيع البيانات.