علماء المركز القومي للبحوث يكشفون لـ " المساء ": مبارك أراد الانتقام من أثيوبيا لشخصه علي حساب شعبه

من أخطر السلبيات التي تسبب فيها النظام السابق برئاسة حسني مبارك
انه جعلنا نستورد معظم احتياجاتنا من السلع الاساسية مثل القمح والذرة
والزيوت واللحوم وغيرها من الخارج بعد أن أصبح انتاجنا لا يكفي.
وقد
كشف علماء المركز القومي للبحوث لـ "المساء" عن أن نظام مبارك هو المسئول
عن الفشل في تحقيق الاكتفاء الذاتي عن هذه السلع.. بعد أن أهمل الابحاث
التي قدمها المركز.. ووضعها في الادراج سنوات طويلة رغم انها كانت كفيلة
بتحقيق هذا الاكتفاء.
اشاروت الي أن هذا النظام الفاسد الذي استمر
حوالي ثلاثين عاما هو المسئول ايضا عن التفريط في حقوق مصر وحول العلاقات
دول حوض النيل الي حالة من التردي عن طريق الاهمال المتعمد وسرقة أموال
الشعب ووقف التعاون المصري الأفريقي.
طالبوا حكومة الثورة بإخراج الابحاث من الاداراج والعمل علي تنفيذ بتوصيات التي تدعو اليها هذه الابحاث.
قالت
د. عفاف زكي عثمان الاستاذة بالمركز القومي للبحوث والمتخصصة في الشئون
الافريقية ان الرئيس السابق حسني مبارك اراد الانتقام من اثيوبيا وذلك منذ
تعرضه لحادث الاغتيال علي اراضيها وانتقم لنفسه علي حساب شعبه وانتصر
لنفسه دون ان يراعي البعد الاقليمي ومصلحة مصر العليا .
* سألناها: هل تتصورين انه يمكن الاكتفاء الذاتي عن طريق التعاون بيننا وبين دول الحوض؟!
**
اجابت: ان السودان بها ملايين من الافدنه البكر والمياه غير المستغلة فلو
زرعنا مليون فدان قمحا بالسودان يمكننا تحقيق 80% من الاكتفاء الذاتي من
المحصول الاستراتيجي .. فهناك ايد عاملة مصرية ومستمرون علي أعلي مستوي
بالاضافة الي أن العمالة في السودان رخيصة.
* هل قدمت بحوثا تخدم الاقتصاد المصري وتصعيد حلولها للتعاون الافريقي.
** منذ عشر سنوات نقدم الابحاث العلمية ولكنها تحبس في الادراج دون العناية بها مما دفعنا الي اليأس.
* هل ثورة 25 يناير تعيد الابحاث الي مكانتها الطبيعية؟
** الثورة غيرت مفاهيم كثيرة واكبر دليل علي هذا انه تم نشر ابحاثنا في أكبر المجلات العلمية وقد تم بث الروح من جديد.
* وماذا عن مشكلة المياه في دول الحوض؟
**
اننا نعاني الآن من خطر مائي حقيقي في ظل زيادة السكان فمنذ 5 سنوات نصيب
الفرد من المياه 1250 مترا سنويا ونقص هذا العام الي 750 مترا سنويا الي
اننا دخلنا عصر الفقر المائي.. إلا أن لدينا ابحاث قام بها العالم الكبير
المرحوم د. احمد مستجير وهي زراعة القمح الشاطيء والذي يتحمل الملوحة
والجفاف ويمكن ان يتم زراعته في الساحل الشمالي والبحر الاحمر وقد اثبتت
هذه الابحاث انه يمكن ان يضيف حوالي من 10 الي 20 % من انتاجنا الكلي.
من
ناحية أخري أكدت د. فاطمة احمد شفيق استاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز
القومي للبحوث والمهتمة بالشئون الافريقية في اكثر من 30 بحثا علميا .. ان
هناك اهمالا قد حدث مما لاشك فيه في السنوات الماضية .. وفجرت مفاجأة ان
دول حوض النيل طلبت الابحاث المصرية والتعاون الا ان النظام السابق أغلق
أذنيه وتكبر علي الأفارقة حتي أنه اغلق بعض المكاتب والجهات العلمية في
سنوات كانت هذه المكاتب تقوم بعمل ابحاث علي الطبيعة وتقدم الخير.
اضافت
ان اللجان الشعبية التي زارت اديس اباباب مؤخرا بالاضافة الي زيارة د.
عصام شرف رئيس الوزراء جاءت بنتائج ايجابية سوف نحسها مستقبلا في التعاون
المصري الافريقي.
قالت د. فاطمة انه من ضمن مساويء النظام السابق اننا
تقدمنا بمذكرات للجهات العليا منذ 5 سنوات لزيادة سعر توريد أردب القمح
الي 380 جنيها الا انهم تجاهلوا هذا المطلب مما جعل المزارعين يعزفون عن
زراعة القمح وتسبب هذا اننا قمنا باستيراد اقماح ليست علي المستوي المطلوب
من دول غير أمنه مما أثر علي صحة الانسان والحيوان وانعكست سلبيا في صورة
امراض مستوطنة .
* هل يمكن أن نحقق تعاملا متكاملا مع اثيوبيا؟!
**
بالطبع لان الشعب الاثيوبي والافريقي محب بصفة عامة للشعب المصري.. ولكنهم
يكرهون من يتكبر عليهم بل يريدون التعاون الجاد والثورة بالفعل فتحت هذا
الطريق.
وفي نفس الوقت تؤكد د. نيرة يحيي سليمان .. الأستاذة بالمركز
القومي واستاذة الاقتصاد الزراعي.. أن النظام السابق ظلم الابحاث الزراعية
التقدمية وأهمل اهمالا عن عمر أفريقيا.
قالت ان هذا الإهمال تجلي في
ابشع صورة عن خلق النظام السابق مشاكل مبالغ فيها وليس لها مبرر مع
اثيوبيا ولوح لهم بتهديدات فبدلا من ان يرسل سياسيون أو علماء لاثيوبيا
هددهم بل ارسل لهم مدير المخابرات السابق عمر سليمان .. ليوجه تهديدات لهم
بان مصر لا تريد مياها بل تريد السيطرة والتحكم .. وتريد ان تفتح جبهه
طولها 5 آلاف كيلو متر.
اضافت د. نيره انه من حق الدول الافريقية ان تقيم مشروعات مشتركة تخدم بلدانها في التنمية والتكامل فيما بينها.
* هل سد الألفية يؤثر علي مصر؟!
** هناك لجان فنية هي التي تقدر هذا ونحن مع المشروعات التي تخدم القارة وقد ابدت اثيوبيا استعدادها للتفاوض مع مصر والسودان.
أضافت
: لدينا مشروع بحثي كبير في طريقة التكامل بيننا وبين دول الحوض.. هذا
التكامل الكبير يخدم القارة موضحة ان افريقيا هي الأمل في الاستثمارات
ولدينا العلماء والايدي العاملة وهم لديهم الارض والثروة الحيوانية
والمقومات الطبيعة.
أوضحت الشعوب الافريقية شعوب طيبه محبه للسلام بجانب انها دول فقيرة تحتاج كل دعم وخبرة.
* هل تعرضت شخصيا بظلم من النظام السابق؟!
**
نعم انا لا اتكلم بصفة فردية وانما النظام السابق ظلم وطناً بالكامل
بالبعد عن الاشقاء الأفارقة أفريقيا لا تستهلك سوي 5% فقط من المياه التي
تقدر بـ 1800 مليار متر مكعب ونحن في مصر لا نستهلك سوي 3% فقط من المياه
التي تهطل علي دول الحوض.
اكدت د. نيرة انه يوجد لدي المركز بحث مهم
حول الارز يمكن عن طريقه ان تحقق الاكتفاء الذاتي أفريقيا وعربيا حيث
توصلنا الي زراعة نوع جديد لم يتم تجربته بعد يوفر 9 مليارات متر مكعب من
المياه سنويا وهذا النوع اسمه عرابي "1" وعرابي "2" حيث يستهلك الفدان 4
آلاف متر مكعب بدلا من 7 آلاف متر وهذا النوع حبيس الادراج.
¼ هل هناك تعاون بينكم وبين مركز البحوث الزراعية؟
**
بالطبع ولكن نأمل ان يكون التعاون اكثر .. وأحلم ان يتم دعم الفلاح لكي
يتم تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وان مصر تستحق كل خير وأننا جاهزون
بالابحاث وهي هديه منا لثورة 25 يناير